الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

فوائد فيتامين "E"قاهر الشيخوخة


يتوفر في الحبوب والبقول والفاكهة: فيتامين (هـ & E) قاهر الشيخوخة ومانع الأكسدة والسرطان وواقي القلب من الأمراض ما فتئ الباحثون الكيميائيون والصيدلانيون في المختبرات الطبية المتقدمة ذات الامكانيات التقنية العالية يفعلون الأعاجيب يقترحون المعجزات وهم يعكفون على تركيب الأدوية والعقاقير الطبية. ولا شك أنهم بذلك يفعلون حسناً ويسدون صنيعاً رائعاً، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأدوية الشافية الناجعة، لا يجدون بين ما يستطيع العلماء تصنيعه ما يضاهي أو يداني الأدوية والعقاقير التي تهبها الطبيعة- ذلك أن الادوية الصناعية لا ترقى بأي حال إلى مستوى الأدوية الطبيعية- والحديث هنا عن فيتامين (هـ "E") تحديداً، إذ قبل أن يضع العلماء الفنيون هذا الفيتامين في أوعية هلامية صغيرة (كبسولات)، أودعه خالق الطبيعة منذ سحيق الآماد في الحبوب والبقول والبيض والدراق والسبانخ والأغذية الأخرى. وفي حين أن النطاسيين يطورون مائة دواء لمائة داء مختلف، فإن فيتامين "هـ" يحتشد فيه ما يجعله ينهض بأعباء مداواة جملة من الأمراض والعلل الصحية ويعمل علي دك حصونها وقهرها جميعاً، ومنها: مرض القلب والشلل الارتعاشي (الزهايمر) والسرطان والتهاب المفاصل وغيرها.وحتى العلماء بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلز، والتابعة لجامعة هارفارد، والكليات الطبية الرائدة الاخرى، لا يستطيعون حصر الفوائد الصحية لهذا الفيتامين. ترى ما الذي جعل هذا الفيتامين مذهلاً إلى هذا الحد؟ يتمثل ذلك، بادئ ذي بدء، في خواصه المقاومة للتأكسد.وفي هذا الصدد، فإن جون لويرمان- الخبير في بحث الاسباب المفضية لاطالة الاعمار والكاتب في مجلة هارفارد الصحية "هارفارد هيلث ماغازين"- يشير إلى أن العالم الذي نعيش فيه يمطرنا بوابل من المواد المدمرة للخلايا- تسمى مجموعة الجزئيات الحرة (Free radicals)، وهي مواد تتحد مع الأوكسجين لاضعاف أجسامنا وإنهاكها في تآكلها لينفتح الباب على مصراعيه امام الامراض. الق نظرة على سيارة قديمة مهترئة، تأخذ فكرة عن التأكسد وما يمكن أن يفعله! يقوم فيتامين (هـ) بتغيير مسار عملية التآكل وإبطال مفعولها، كما أنه يقوي جهاز المناعة لدينا ويعززه- مما يساعدنا على مقاومة جميع الامراض، بما في ذلك مرض القلب والسرطان- السبب الاول في الوفيات على مستوى العالم.فيما يلي مجرد حفنة من المشاكل التي يحمينا منها فيتامين (هـ) ويقينا شرها:مرض الشلل الارتعاشي(الزهايمر)من واقع الأبحاث المتواصلة التي أجراها الدكتور جفري كمنجز مدير مركز الشلل الرعاشي (الزهايمر) بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلس، واتضح أن فيتامين (هـ) يعيق تقدم هذا المرض اللعين المدمر لخلايا المخ- وهذا هو عين ما توصلت إليه دراسة اخرى أجريت في مركز لوكس الطبي ونشرت في مجلة الاتحاد الطبي الأمريكي.مرض القلبأجريت أبحاث كثيرة أثبتت أن فعالية فيتامين (هـ) في مقاومة التأكسد تحصر النوبات القلبية وتحاصرها وتحشرها في زاوية ضيقة وتجعلها في وضع حرج تضطر معه للدفاع عن نفسها بدلاً عن أن تتخذ زمام المبادرة والهجوم. ففي دراسة أجراها الدكتور مير ستامفر في هارفارد وشملت 87000ممرض وممرضة، تبين أن من تناولوا فيتامين (هـ) انخفضت لديهم مخاطر الاصابة بمرض القلب بنسبة 41بالمائة عمن لم يتناولوه. ومع هذا، فإن خاصية مقاومة التأكسد ليست هي العامل الوحيد الذي يميز فيتامين (هـ)، ذلك أن دراسة اخرى أجريت في هارفارد أوضحت ايضاً أن فيتامين (هـ) يمنع التهاب الاوعية الدموية. ويشير التقرير إلى أن خاصية مقاومة الالتهاب المنوه عنها أعلاه ربما كانت هي التي تفضي إلى تخفيض مخاطر الاصابة بأمراض القلب. التهاب المفاصل أثبتت الابحاث أن فيتامين (هـ) يخفض آلام الالتهاب ويحد من غلوائه، كما أنه يؤدي الى تحسين مستويات الحركة، إذ تشير دراسة أجراها الدكتور جايا فينكاترامان بجامعة بوفالو إلى أن فيتامين (هـ) يستعيد التوازن بين مايزيل الالتهاب وما يزيد في حركة الخلايا.وفي هذا السياق، يقول الدكتور جايا إن من شأن فيتامين (هـ) تأخير الأعراض والسماح بتقليل مقادير الأدوية الاخرى. وفي تجربة تعميةمزدوجة اجريت في جامعة لندن الملكية للطب وطب الأسنان، تبين أن مرضى التهاب المفاصل الريثاني (الروماتيزم) الذين تناولوا فيتامين (هـ) أفادوا بحدوث تحسن في الأعراض التي ظهرت عليهم.السرطان اشارت دراسة واحدة إلى أن انخفاض مستويات فيتامين (هـ) من شأنه أن يضاعف من مخاطر الاصابة بالسرطان. ووفقاً للدكتور روبرت ريتر الباحث بجامعة كاليفورنيا بمدينة لوس انجلس، اتضح أن هنالك ارتباطا بين ارتفاع معدل امتصاص فيتامين (هـ) وانخفاض معدلات الاصابة بسرطان البروستاتا، وذلك من واقع دراسة أجريت لتقييم معدل امتصاص فيتامين (هـ) لدى المدخنين.إعتام عدسة العين (الماء الأزرق)أسفرت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية عن أن استهلاك فيتامين (هـ) بصفة منتظمة -مع شقيقه فيتامين (ج)- يحد من مخاطر الاصابة بالماء الأزرق ويخفضها بمقدار النصف.الشيخوخة ما من أحد بوسعه إيقاف دوران عجلة الزمن وتأخير السنين، ولكن بعض الأشخاص يبدون افضل من غيرهم جراء ما تفعله الشيخوخة وتقدم سني العمر وما تلحقه بصاحبها من دمار. وفيتامين (هـ) يمكنه القيام بالكثير لتخفيف الآثار التي يحضرها الزمن على جسم الإنسان واصلاح ما يفسده الدهر. ويقول الدكتور جنيفير ساشيك عالم الأحياء بجامعة هارفارد إن التمارين الرياضية، برغم فائدتها العظيمة، قد تتسبب في إيجاد مجموعة الذرات السائبة (التي تم التطرق لها في صدد هذا المقال)، وبصفة خاصة إذا كانت التمارين شاقة مكثفة بالقدر الذي يفضي إلى تمزق العضلات، ولكنه يستدرك قائلاً: إن فيتامين (هـ) يمكنه التهام هذه الذرات وتخليص الجسم منها ومن ثم تقليص الالتهاب. بقي القول إن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين (هـ) تبلغ ما مقداره 15ملغم للرجال والنساء على حد سواء. ويلزم توخي الحرص والحذر- ذلك أن فيتامين (هـ) من شأنه أن يفضي إلى تفاقم آثار الأدوية المرققة للدم،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق